اقتصادسياحة وسفرسياسةعاجل

بوفد رفيع المستوى.. الأزهر يشارك في مؤتمر “التَّسامح الديني ومناهضة التَّمييز” بالصين .. ويطالب بضغط دولي مستمر لوقف العدوان على غزة

كتب: د/ حسين المصري

شارك وفد رفيع المستوى من الأزهر الشريف، ضم فضيلة أ. د. عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، رئيس المنظمة العالمي لخريجي الأزهر، وفضيلة أ. د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة، بمجمع البحوث الإسلاميَّة، في المؤتمر العلمي الدولي الذي نظمته الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية تحت عنوان: “التَّسامح الديني ومناهضة التمييز في إطار مبادرة الحضارة العالمية”، بمشاركة نخبة من علماء الدين والمفكِّرين من مختلف دول العالم.

وفي كلمته بالمؤتمر، أكَّد الدكتور شومان، أنَّ اختلاف الأديان والمذاهب أمر قدري، وأنَّ الإسلام يدعو إلى وحدة الأمة الإنسانيَّة، ويرفض التمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق أو النسب، مشددًا على أنَّ الحوار والتفاهم هما السبيل الأمثل للتعامل مع الاختلافات، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبويَّة تحض على الحوار والتعايش، وترفض فكرة “صراع الحضارات”.

وأوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أنَّ الأزهر يبذل جهودًا كبيرة محليًّا ودوليًّا لترسيخ ثقافة الحوار وإرساء دعائم التعايش الإيجابي داخليًّا وخارجيًّا، مبينًا أنَّ اعتماد الأزهر للحوار لا يعني التنازل عن الهُويَّة الدِّينية أو الذوبان في الآخر؛ بل يقوم على التعاون مع الحفاظ على خصوصيَّة المعتقد والانتماء، مشيرًا إلى أنَّ هذا الفهم الصحيح مكَّن الأزهر مِنَ الجمع بين الانفتاح على الآخر وصَوْن ثوابت الإسلام وأصوله، مطالبًا العالم وقوى السلام بالضغط على صُنَّاع القرار؛ للكفِّ عن تأجيج الصراعات ونهب ثروات الشعوب، داعيًا إلى تحرُّك عاجل لوقف الحروب، وفي مقدمتها: العدوان الصهيوني على غزَّة.
من جانبه، بيَّن فضيلة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أنَّ التسامح الديني حجر أساس في بناء الحضارات، وليس مجرَّد تَرف أخلاقي يُذكر في المناسبات، فهو ركيزة لكل أمَّة تحترم ذاتها وتسعى إلى البقاء، موضحًا أن جولات شيخ الأزهر العالمية، أسهمت في دعم الحوار بين الشعوب ونبذ التمييز والعنصرية، ومواجهة سياسات إراقة الدماء، وإرهاب الشعوب وإقصائهم.

وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن العالم اليوم في حاجة ماسَّة إلى إحياء القيم المستمدَّة من التعاليم السماويَّة؛ لمواجهة ما يهدِّد الإنسانيَّة من صراعات وحروب، مضيفًا أن الأزهر سيظل حصنًا منيعًا ضد التطرف والانغلاق، متمسكًا بالوسطية، وملتزمًا بنشر قيم العدل والإحسان واحترام التنوع الثقافي والديني، وأنَّ الأزهر الشريف سيظلُّ قائمًا بدوره التاريخي في نشر السلام، وصيانة الأخوَّة الإنسانيَّة، والتواصل مع مختلف الثقافات على أساس من الاحترام المتبادل، والقيم الإنسانيَّة المشتركة.

من جانبه، أكَّد الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، خلال كلمته بالجلسة التي جاءت تحت عنوان: (تجاوز صدام الحضارات .. بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك من خلال التفاعل الحضاري)، أن الأزهر يحمل رسالة سلام ومحبَّة ورؤية حضاريَّة تؤمن بأنَّ التنوُّع رحمة، والاختلاف حكمة، وأنَّ الإنسان أغلى ما في الوجود، مبينًا أن الأزهر حمل على عاتقه مهمَّة الدفاع عن الوسطيَّة، ونصرة العدل والمستضعفين، والدعوة إلى الحوار، ورفض التمييز بكلِّ أشكاله؛ إيمانًا منه بأنَّ الأديان جاءت رحمةً للعالمين، لا سببًا للصراع أو الفُرقة، وأنَّ الكرامة الإنسانيَّة لا تقبل التجزئة أو التمييز.

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى