
في تحرك دبلوماسي رفيع المستوى، قادت جمهورية مصر العربية، من خلال اتصالات مكثفة أجراها الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، جهودًا إقليمية منسقة أثمرت عن صدور بيان مشترك غير مسبوق من 26 دولة عربية وإسلامية، يدين العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويطالب بوقف فوري للتصعيد العسكري في المنطقة.
بيان مشترك يعكس وحدة الموقف الإسلامي
شمل البيان الموقع من دول بارزة مثل السعودية، الإمارات، تركيا، الجزائر، باكستان، إندونيسيا، وماليزيا، بالإضافة إلى مصر، إدانة واضحة للهجمات الإسرائيلية فجر 13 يونيو 2025، مع التأكيد على أن هذه الأعمال تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا صريحًا لأمن المنطقة واستقرارها.
البيان شدد على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ومبادئ حسن الجوار، ورفض أي ممارسات عدوانية من شأنها تعقيد الأوضاع الإقليمية المتوترة أصلًا.
قلق دولي من تداعيات التصعيد
وعبّر وزراء الخارجية في بيانهم عن قلق بالغ من خطورة التصعيد الجاري، محذرين من عواقب محتملة قد تشمل إشعال صراعات واسعة النطاق، مؤكدين أن وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد إيران بات أمرًا ملحًا، وضرورة لا تحتمل التأجيل.
وأكدت الدول الموقعة أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو العودة إلى المسار الدبلوماسي وفتح باب الحوار البناء بشأن البرنامج النووي الإيراني، بما يحقق الاستقرار ويحفظ السلم الإقليمي والدولي.
دعوة لنزع السلاح النووي وضمان أمن الملاحة
كما دعا البيان إلى ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، ومطالبة جميع دول المنطقة بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، دون انتقائية، تنفيذًا للقرارات الدولية ذات الصلة.
وحذر البيان من استهداف المنشآت النووية الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرًا ذلك انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، وميثاق جنيف لعام 1949، مشددًا على احترام حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية.
مصر في قلب المعادلة الإقليمية
التحرك المصري جاء ليؤكد مجددًا أن القاهرة تظل ركيزة محورية للأمن الإقليمي، ومركز ثقل في إدارة الأزمات الدولية، حيث نجحت عبر دبلوماسيتها الهادئة والفاعلة في توحيد مواقف عربية وإسلامية خلف رؤية مشتركة لحفظ أمن واستقرار المنطقة.
وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، فإن المبادرة المصرية تحمل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلًا عن الحوار السياسي والدبلوماسي، وأن السلام لا يُصنع إلا عبر التفاهمات، لا الغارات.