انطلقت اليوم انتخابات مجلس الشيوخ للمصريين المقيمين بالخارج، وذلك على مدار يومين متتاليين وسط تنظيم دقيق من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات وسفارات وقنصليات مصر في أكثر من 120 دولة حول العالم. وتأتي هذه الخطوة تجسيدًا واضحًا لحرص الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ترسيخ دعائم الديمقراطية وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية لتشمل جميع أبناء الوطن في الداخل والخارج.
“مشاركة واسعة وتنظيم محكم”
بدأت عملية التصويت في أولى اللجان الانتخابية بسفارة مصر في مدينة ويلينغتون بنيوزيلندا، نظرًا لفارق التوقيت، ثم توالت عمليات الاقتراع في باقي دول العالم تباعًا. وقد فتحت السفارات والقنصليات أبوابها منذ التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي لكل دولة، مع تخصيص ساعة راحة وسط النهار.
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات أن عملية التصويت تجرى تحت إشراف قضائي كامل، مع التأكيد على أهمية التحقق من هوية الناخب باستخدام بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر المميكن الذي يتضمن الرقم القومي.
“إشادة دبلوماسية بنجاح العملية”
وأفاد عدد من السفراء المصريين بالخارج أن اليوم الأول من التصويت شهد إقبالًا لافتًا وتنظيمًا عاليًا، خاصة في لبنان، والدنمارك، والإمارات، وكندا، مؤكدين أن المصريين في الخارج لديهم وعي كبير بأهمية هذا الاستحقاق الانتخابي.
وفي العاصمة الكندية أوتاوا، أكد السفير المصري أن السفارة والقنصلية في مونتريال أنهتا كافة الاستعدادات مبكرًا، وتم توفير بيئة مناسبة لتيسير عملية الاقتراع وفقًا للإجراءات المقررة.
“السيسي يدعم المؤسسات الدستورية”
وتأتي هذه الانتخابات عقب اعتماد الرئيس عبد الفتاح السيسي التعديلات التشريعية المنظمة لمجلس الشيوخ، والتي تنص على تشكيل المجلس من 300 عضو، يُنتخب ثلثهم بنظام الفردي، وثلث بالقوائم النسبية المغلقة، بينما يعين رئيس الجمهورية الثلث الأخير، مع تخصيص ما لا يقل عن 10% من المقاعد للمرأة.
ويؤكد هذا الدعم الرئاسي استمرار الدولة في تعزيز مؤسساتها الدستورية، وترسيخ مبادئ التعددية السياسية، وتوسيع التمثيل الشعبي للمصريين بالخارج، بما يعكس التزام القيادة السياسية بإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في صنع القرار.
“الانتخابات في الداخل خلال أيام”
ومن المقرر أن تُجرى انتخابات مجلس الشيوخ داخل مصر يومي الاثنين الثلاثاء المقبلين، الموافقين 4 و5 أغسطس، وذلك ضمن الجدول الزمني الذي حددته الهيئة الوطنية للانتخابات.
ختام
تشكل انتخابات مجلس الشيوخ 2025 علامة فارقة في المسيرة الديمقراطية المصرية، خاصة مع اتساع رقعة المشاركة لتشمل المصريين بالخارج، في ظل إشراف قضائي كامل وضمانات غير مسبوقة للنزاهة والشفافية، وبرعاية سياسية واضحة من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يؤمن بأن الوطن يتسع للجميع، وأن الديمقراطية الحقيقية لا تكتمل إلا بمشاركة كل أبناء الوطن في الداخل والخارج.
