اقتصادسياسةعاجل

«علي من نطلق الرصاص؟»

كتبت: شهد معتز
–صالح الجعفراوي ، كان من أكتر الصحفيين تأثيرًا خلال السنتين اللي فاتوا… كاميرته كانت بتنقل للعالم كله شكل الحياة جوه الدمار اللي اتسبب فيه جيش الاحتلال، وصوته كان صوت كل الفلسطينيين من وسط الركام والموت والدم، وكان قادر لوحده يكسر الرواية الإسرائيلية اللي كانت بتحاول تزيف التاريخ وتفهم الشعوب انهم الجيش الأكثر اخلاقية في العالم…
صالح بكاميرته البسيطة وموبايله، قدر يعري آلة الدعاية الصهيونية قدام ملايين الناس، لدرجة إن الإعلام العبري نفسه قال عليه “خطر” ولازم يتم اسكاته، وجيش الاحتلال كان حاطط اسمه على القائمة الحمراء للاغتيالات من فترة…
-لكن الرصاص اللي قبض روحه لم يكن من الاحتلال… بل كان بعد ايقاف الحرب، من بنادق مسلحين خونة من جوه الحي اللي اتولد فيه، ونفس الشوارع اللي كان بيصورها…
-حسب شهود العيان من القطاع والصحافة، فاللي حصل بالضبط هو ان صالح كان في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بيغطي حجم الدمار الناتج من الحرب بعد انتهاءها وبدء تنفيذ الهدنة…
بس فجأة وحسب شهادة أهله، تم فقد الاتصال بيه النهارده الصبح واختفى لساعات، قبل ما يظهر فجأة جثمانه وهو مصاب ب 7 طلقات في أماكن متفرقة من جسده…
بحسب التقارير الصحفية، فاللي قتله كان مجموعة مسلحة من خونة فلسطين المتعاونة مع الاحتلال والتابعة لعشائر معينة كانت بتساعد الجيش الاسرائيلي بالمعلومات والسلاح أثناء الحرب ،والناس دول هما اللي خطفوه أثناء عمله وعذبوه، وبعدين ضربوه بالنار وسرقوا معداته، وسابوه ملقى على قارعة الطريق…
-صالح كان عنده جملة مشهورة أوي دايمًا بيقولها، هي “لا أخشى الموت وسأظل شوكة في ظهرهم”… يقصد الاحتلال طبعًا… لكنه مكانش متوقع أبدًا انه ينجو من الحرب على القطاع، ونهايته تكون على يد الخونة وليس الاحتلال نفسه…
-وعشان كده، وبعد تأمل؛ ربما الآن -بشكلٍ ما- يكون رسالته الأخيرة اللي تركها رحيله، هي الرسالة الأهم والأسمى في تاريخه المشرف… رسالة بتقول إن الخطر الحقيقي مش مجرد الاحتلال… فهو العدو الأزلى المعروف والسافر للقاصي والداني، والكل يراه ويؤمن بإنه لا عهد له ولا ذمة…
الخطر الحقيقي هو للأسف المنافقين والخونة من اتباع الاحتلال، اللي اسمهم على أسمك ولغتهم ولهجتهم زيك، ووجوههم وبشرتهم نفس بشرتك، لكن في قلوبهم النفاق والخسة والخيانة…

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى