اقتصاددين وحياةسياحة وسفرسياسةعاجل

دماء طاهرة علي الاسفلت سالت تكتب ملحمه جديدة في النضال

بقلم : محمود سلامة
اهتزت القلوب جزعًا وانهمرت العبرات حزنًا لذلك الحادث المروِّع الذي مات فيه تسعه عشر من الفتيات بالمنوفية والنازحين إلى العمل بمزارع العنب طلبًا للقمة العيش وجُرح فيه آخرون. ولا شك أن خسارة الأمة المصرية بفقد أبنائها مما يستوجب الحزن الشديد والأسف العام، فإنها لم تفقد بهم أفرادًا منها وأعضاء عاملين من مجموعها فقط، بل فقدت ما كانت ترجوه من الخير على أيديهم، فٌقدت تلك الكنوز العلمية الغالية التي قد تنفع البلد في العلم والمعرفة والبناء وما قد يقدموه لوطنهم، رحل من أبنائنا فريقًا خرج من أجل لقمه العيش ليساعدوا ابائهم في مصاريف دراستهم ويتحملوا المشاق لتحقيق أمنية هي أشرف ما تتوق إليه النفوس وأمجد ما يضحى في سبيله بكل عزيز.
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تنوعت الأسباب والموت واحدُ
فلو كان للقضاء والقدر حساب في نظر الأمم الراقية لما رأينا أحدًا من أبنائنا يموت بحثا عن لقمه العيش خارج بيته، وهيهات أن يمنع ذلك من وقوعه!
سافر ذلك الفريق من الفتيات في طلب لقمه العيش، وأنعم به من مطلب! فكان من المقدور أن يقع ذلك الحادث غير المنتظر الذي فقدت 19 فتاة أرواحهم ,في حادث محزن تنفطر له القلوب ويعم الأسف علي الأمة بأسرها من أجله ، ولا شك أن الدولة ستعمل واجبها حيال الذين ماتوا بتكريمهم وتخليد ذكراهم، ودفع التعويضات , وإن كانا سنبكيهم فهم فخر لنا ولآبائهم الذين أنجبوهم وصادفتهم المنية في طريقهم إلى العمل لكسب لقمه العيش.

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى