المجلس الوطني للتدريب والتعليم…مؤتمر الحياد الكربوني يختتم أعماله بنجاح: مصر تعزز مكانتها كقائد إقليمي في مسيرة الاستدامة

كتبت: نفيسة خضير ـ الاقصر
في خطوة رائدة نحو تحقيق مستقبل مستدام وخالٍ من الكربون، اختتم “مؤتمر الحياد الكربوني” أعماله بنجاح باهر اليوم في القاعة الرئيسية بفندق تريومف مصر الجديدة. المؤتمر، الذي عُقد تحت رعاية كريمة من وزارة البيئة بجمهورية مصر العربية، وبمشاركة فعالة من المركز الإقليمي للتمويل المستدام بالهيئة العامة للرقابة المالية، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بوزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، شكل منصة حيوية لتبادل الخبرات وصياغة حلول مبتكرة لمواجهة تحديات التغير المناخي.
رؤية طموحة لمستقبل أخضر: توصيات المؤتمر ترسم خارطة طريق للحياد الكربوني
ركز المؤتمر على التحديات البيئية العالمية وتزايد انبعاثات الكربون، خاصة في سلاسل الإمداد الدولية ومجالات الاستيراد والتصدير، واستكشف الحلول المستدامة لتحقيق التوازن البيئي والاقتصادي. وقد أسفرت الجلسات الحوارية الثرية عن مجموعة من التوصيات الاستراتيجية التي تمثل خارطة طريق لمصر نحو الحياد الكربوني والاقتصاد الأخضر:
• تعزيز البنية التحتية الخضراء ودعم الابتكار:
o دعم المراكز البحثية الوطنية المتخصصة في ابتكار وتطوير أدوات وتقنيات خفض الانبعاثات الكربونية، عبر شراكات فعالة بين الجامعات والقطاع الخاص.
o ضرورة إدماج البعد المناخي في كافة مشاريع البنية التحتية المستدامة الجديدة، مثل شبكات النقل الكهربائي والمباني الخضراء الذكية، لضمان استدامتها وفعاليتها البيئية.
o إطلاق منصة إلكترونية وطنية شاملة لتوثيق ومتابعة كافة مشاريع خفض الكربون في مختلف القطاعات، لتسهيل تتبع التقدم المحرز وتحقيق الشفافية.
• تطوير الإطار التشريعي وآليات سوق الكربون:
o إصدار دليل إرشادي مفصل للشركات حول متطلبات التشريعات الدولية والمحلية للحياد الكربوني، لتبسيط الإجراءات وتسهيل الامتثال.
o تنشيط وتوسيع نطاق بورصة الكربون المصرية لتمكين الشركات من تداول أرصدة الكربون بفعالية، وتحفيز الاستثمار في المشاريع الخضراء.
o تعزيز التعاون مع الأسواق العالمية لأرصدة الكربون لتمكين مصر من تصدير الفوائض وتحقيق عوائد اقتصادية من جهودها البيئية.
o تحديد القطاعات الواعدة التي تتمتع بفرص حقيقية لخفض الانبعاثات الكربونية، ونشر الوعي بين القائمين عليها لتشجيعهم على تبني الممارسات المستدامة.
• تعميم عمليات التحقق والمصادقة للبصمة الكربونية:
o إلزام الشركات الكبرى كثيفة الاستخدام للطاقة والقطاعات ذات البصمة الكربونية العالية بإجراء تقارير دورية للبصمة الكربونية والتحقق منها عبر جهات معتمدة لضمان الدقة والموثوقية.
o تدريب واعتماد مراجعين محليين متخصصين في مجال التحقق من الانبعاثات الكربونية، لبناء قدرات وطنية قادرة على تلبية الطلب المتزايد في هذا المجال.
o إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة للانبعاثات الكربونية لرصد التقدم نحو الحياد الكربوني وتوفير بيانات دقيقة لاتخاذ القرارات.
• تعزيز الشراكات وتمويل التحول الأخضر:
o إطلاق صندوق تمويل أخضر متخصص لدعم المشاريع الصديقة للبيئة والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتقديم حوافز للشركات والمستثمرين.
o تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول تكنولوجية مستدامة وتبادل المعرفة والخبرات.
o تنظيم منتدى سنوي لمتابعة تنفيذ التوصيات وتبادل التجارب الناجحة وأفضل الممارسات في مجال الحياد الكربوني.
• التوعية وبناء القدرات البشرية:
o إدراج مفاهيم الاقتصاد الأخضر والحياد الكربوني والاستدامة في المناهج التعليمية بمختلف مراحلها، لتنشئة جيل واعٍ ومدرك لأهمية البيئة.
o إطلاق حملات إعلامية وتوعوية مكثفة على نطاق وطني لتوعية المواطنين والمؤسسات بأهمية الحياد الكربوني ودورهم في تحقيقه.
o تنظيم مسابقات ومبادرات تحفيزية لابتكار حلول مستدامة وتشجيع الشباب على المشاركة الفاعلة في هذا المجال.
نخبة من قادة الفكر وصناع القرار تقود حوار الاستدامة
شهد المؤتمر مشاركة فاعلة من كوكبة من المتحدثين البارزين الذين أثروا النقاش برؤاهم وخبراتهم:
• قدم المهندس/ هانئ الدسوقي، المدير التنفيذي للمجلس الوطني للاعتماد، رؤية شاملة حول “دور المجلس الوطني للاعتماد في تعزيز مصداقية جهود الحياد الكربوني: نحو اقتصاد أخضر موثوق”، مؤكدًا أهمية الاعتماد كضامن للجودة في كافة المبادرات البيئية.
• استعرض السيد/ أيمن إبراهيم الرفاعي، ممثل وزارة البيئة، “الاستراتيجيات الوطنية لخفض الانبعاثات ودور أسواق الكربون”، مشددًا على التزام مصر بتحقيق أهدافها المناخية.
• قدم الأستاذ/ مجدي النبراوي، ممثل الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، رؤيته حول “تقارير الكربون كمفتاح للاستثمار المستدام: تحويل التحديات إلى فرص استراتيجية”، مشجعًا الشركات على دمج معايير الاستدامة في نماذج أعمالها.
• كما ألقى الدكتور/ محمد لاشين، المدير الإقليمي ومدير عمليات التحقق والمصادقة، شركة أكسنت للخدمات الفنية، كلمة هامة بعنوان “بناء الثقة في الادعاءات الخضراء”. أكد الدكتور لاشين على أن عمليات التحقق والمصادقة المعتمدة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري ليست مجرد إجراءات شكلية، بل هي حجر الزاوية في بناء الشفافية والمساءلة، وتسهم بشكل كبير في تعزيز الثقة بين المستهلكين والمستثمرين والجهات التنظيمية.
• تحدث الدكتور/ أحمد رشدي، مستشار البورصة المصرية، عن “دور البورصة في تطوير سوق الكربون المحلي وتشجيع الاستثمارات الخضراء”، مؤكدًا على إمكانات السوق المصري في جذب التمويلات الخضراء.
• قدم الدكتور/ عاطف محمد فتحي، رئيس وحدة المصادقة للكربون بالمركز القومي للبحوث، خارطة طريق شاملة بعنوان “خفض الانبعاثات الكربونية بين العلم والتطبيق”، مسلطًا الضوء على التحديات والحلول العملية.
• تحدث الدكتور/ عادل عبدالله سليمان عن “كنوز الطبيعة المصرية: فرص الاستدامة البيئية”، مشيرًا إلى الإمكانات الطبيعية الهائلة لمصر في تحقيق أهداف الحياد الكربوني.
• أخيرًا، قدم الدكتور/ سيد أبو شادي، خبير البصمة الكربونية والاستدامة البيئية، رؤية حول “بناء الكوادر الوطنية: حجر الأساس في معركة خفض الانبعاثات الكربونية”، مؤكدًا على أهمية تأهيل الكفاءات البشرية في هذا المجال.
يعكس هذا المؤتمر التزام مصر الثابت بمواجهة التحديات البيئية وتعزيز التنمية المستدامة، ويُمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة وازدهارًا للأجيال القادمة، ويؤكد على دور مصر كمركز إقليمي رائد في مجال الاستدامة والتحول الأخضر.