اقتصاددين وحياةسياحة وسفرسياسةعاجل

“الدكتور حسين المصري “يكتب : العلاقات المصرية – الإماراتية في عهد الرئيس السيسي.. تحالف استراتيجي يعزز استقرار المنطقة

تُعد العلاقات بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أنجح نماذج الشراكة العربية خلال العقد الأخير، حيث شهدت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نقلة نوعية على كافة المستويات، لتتحول إلى تحالف استراتيجي راسخ يقوم على وحدة الرؤية والمصير المشترك والتكامل في مواجهة التحديات الإقليمية.

دعم ثابت في أوقات الحسم

منذ اللحظة الأولى لتولي الرئيس السيسي المسؤولية، بادرت الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى تقديم دعم سياسي واقتصادي كبير لمصر، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن استقرار القاهرة هو صمام أمان للمنطقة العربية بأكملها.

وقد لعبت أبوظبي دورًا محوريًا في دعم الإرادة الشعبية المصرية عقب ثورة 30 يونيو، كما أسهمت المساعدات الإماراتية في استعادة الاقتصاد المصري لتوازنه، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات الكبرى.

شراكة اقتصادية متنامية

اقتصاديًا، تمثل الإمارات اليوم أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين لمصر، إذ تحتل صدارة الدول العربية المستثمرة في السوق المصري، بإجمالي استثمارات تتجاوز 20 مليار دولار. وتتوزع هذه الاستثمارات على قطاعات استراتيجية تشمل الطاقة النظيفة، والبنية التحتية، والعقارات، والخدمات المالية، والتكنولوجيا.

وكان الإعلان عن صفقة تطوير منطقة “رأس الحكمة” في مارس 2024، باستثمارات إماراتية تصل إلى 35 مليار دولار، بمثابة تتويج لثقة أبوظبي المتزايدة في مستقبل الاقتصاد المصري، ورسالة قوية على عمق التعاون بين البلدين.

تنسيق سياسي وأمني رفيع المستوى

على الصعيد السياسي، تبرز العلاقة بين القاهرة وأبوظبي كحالة فريدة من التنسيق المتبادل، خصوصًا فيما يتعلق بملفات الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، ومواجهة التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية.

وقد جسدت مواقف البلدين في أزمات ليبيا وسوريا واليمن، وكذلك دعمهما لجهود السلام في السودان وفلسطين، تطابقًا لافتًا في الرؤى، يعكس مدى الانسجام الاستراتيجي بين القيادتين.

علاقات ثقافية وشعبية عميقة الجذور

لا تقتصر متانة العلاقات بين مصر والإمارات على الجانب الرسمي فحسب، بل تمتد لتشمل علاقات شعبية وثقافية متينة، عززها التبادل المستمر في مجالات التعليم والفن والإعلام والرياضة.

ويحظى المصريون العاملون في الإمارات بتقدير كبير من القيادة والشعب الإماراتي، كما يتمتع الإماراتيون في مصر بجو من الترحيب والتقدير، ما يعكس البعد الإنساني العميق للعلاقة بين البلدين.

السيسي ومحمد بن زايد.. شراكة قادة

تلعب العلاقة الشخصية الوثيقة بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد دورًا كبيرًا في تعزيز التحالف بين البلدين. فكلا الزعيمين يتبنيان رؤية تنموية تؤمن بدور الدولة الوطنية، وتعتمد على الاستقرار كشرط أساسي للنهوض الاقتصادي والاجتماعي.

وقد أضحت اللقاءات المستمرة بين القائدين، في القاهرة وأبوظبي وعلى هامش القمم الدولية، سمة مميزة للعلاقات الثنائية، ورسالة دعم واضحة للتكامل العربي بعيدًا عن التجاذبات الإقليمية.

نموذج يُحتذى به

في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات متصاعدة، تبرز العلاقات المصرية – الإماراتية كنموذج متكامل للشراكة العربية المبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والرؤية الموحدة. وهو نموذج يؤكد أن التعاون العربي ليس مجرد طموح، بل واقع يمكن تحقيقه بالإرادة والقيادة الرشيدة.

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى