الدكتور حسين المصري يكتب: من أثينا إلى موسكو… جولة السيسي الأوروبية تؤسس لتحالفات استراتيجية جديدة

في جولة خارجية حملت رسائل سياسية واستراتيجية هامة، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارتين متتاليتين إلى كل من اليونان وروسيا خلال شهر مايو 2025، أكدت من خلالهما مصر دورها المحوري في منطقة شرق المتوسط وتعزيز شراكاتها الدولية.

في أثينا… انطلاقة مجلس التعاون رفيع المستوى

بدأت الجولة في العاصمة اليونانية أثينا يوم 7 مايو، حيث عقد الرئيس السيسي قمة ثنائية مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، شهدت تدشين أول اجتماع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين مصر واليونان.

وتم خلال اللقاء توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الثقافة والشحن التجاري والاتصالات، ما يعكس اتساع رقعة التعاون الثنائي بين البلدين.

وأكد الجانبان خلال القمة على أهمية تعزيز التعاون في ملف الطاقة، خاصة مشروعات الربط الكهربائي ونقل الغاز إلى أوروبا، فضلاً عن استمرار التنسيق السياسي إزاء قضايا شرق المتوسط والهجرة غير الشرعية.

في موسكو… مشاركة في احتفالات النصر ومباحثات استراتيجية

في 9 مايو، توجه الرئيس السيسي إلى موسكو بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في احتفالات روسيا بذكرى “عيد النصر” على النازية، حيث شارك كضيف شرف في العرض العسكري الذي أُقيم في الساحة الحمراء.

وعقد الرئيسان مباحثات ثنائية موسعة تناولت ملفات التعاون الاقتصادي والعسكري، ومتابعة تطورات مشروع محطة الضبعة النووية، إلى جانب مناقشة الأوضاع الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الحرب في أوكرانيا والقضية الفلسطينية.

دبلوماسية متوازنة ورؤية استراتيجية

تعكس هذه الجولة الدبلوماسية رغبة مصر في تنويع شراكاتها الاستراتيجية وتعزيز مكانتها الدولية، من خلال علاقات متوازنة مع الغرب والشرق على حد سواء. كما تؤكد على توجه السياسة المصرية نحو التعاون متعدد الأطراف وتحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية.

من أثينا إلى موسكو، حمل الرئيس السيسي رؤية واضحة للتعاون والتنمية، وأعاد تأكيد حضور مصر الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية.