“الدكتور حسين المصري رئيس مجلس إدارةجريدة وموقع24 ساعة توادي يكتب ” مصر في قلب الاقتصاد العالمي.. مشاركة فعالة لرئيس الوزراء في اجتماعات “البريكس” تعزز التعاون الدولي

في خطوة تؤكد مكانة مصر الإقليمية والدولية المتصاعدة، شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في اجتماعات مجموعة دول “البريكس”، التي عقدت مؤخرًا بحضور قادة الدول الأعضاء وممثلي الدول المدعوة، وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، وقادة البرازيل والهند وجنوب إفريقيا.
جاءت المشاركة المصرية في إطار توجه الدولة نحو تعزيز علاقاتها الدولية وتوسيع أطر التعاون الاقتصادي مع القوى الصاعدة، خاصة بعد انضمام مصر رسميًا إلى تجمع “البريكس” مطلع عام 2024، لتصبح واحدة من الدول التي تراهن على التعددية القطبية في إدارة الاقتصاد العالمي.
رسائل واضحة من القاهرة
أكد رئيس الوزراء خلال كلمته أمام الاجتماع الوزاري على التزام مصر الكامل بتعزيز التعاون مع دول البريكس، والعمل على دفع أجندة التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، خاصة فيما يتعلق بأزمات سلاسل الإمداد والتضخم والتغير المناخي.
كما شدد مدبولي على أهمية بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة وإنصافًا، يراعي مصالح الدول النامية، ويوفر التمويل الميسر اللازم لمشروعات البنية التحتية والتحول الرقمي والطاقة النظيفة.
فوائد استراتيجية لانضمام مصر إلى “البريكس”
1. دعم الاقتصاد المصري بالعملات البديلة
من أبرز المكاسب المباشرة لانضمام مصر إلى “البريكس”، تسهيل التعاملات التجارية بعملات غير الدولار، مثل اليوان الصيني والروبل الروسي، مما يقلل الضغط على احتياطي النقد الأجنبي، ويدعم استقرار سعر الصرف المحلي.
2. فرص تمويلية من بنك التنمية التابع للتكتل
أتاحت عضوية مصر في المجموعة إمكانية الاستفادة من بنك التنمية الجديد (NDB)، الذراع التمويلية للبريكس، والذي يقدم قروضًا بشروط ميسرة لتمويل مشروعات التنمية، خاصة في مجالات الطاقة والمياه والبنية التحتية.
3. فتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية
تشكل دول “البريكس” مجتمعة أكثر من 40% من سكان العالم، وقرابة 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يجعل منها سوقًا واعدًا أمام المنتجات المصرية، خاصة في قطاعات الزراعة، الصناعات الكيماوية، والمنتجات الغذائية.
4. تعزيز مكانة مصر الجيوسياسية
مشاركة رئيس الوزراء في الاجتماعات تمثل دعمًا للدبلوماسية المصرية متعددة المسارات، حيث تسعى الدولة إلى بناء توازن استراتيجي بين علاقاتها بالغرب، وتعزيز الشراكة مع قوى الشرق الصاعدة، بما يخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية.
رسائل دعم من قادة البريكس لمصر
أشاد القادة المشاركون في الاجتماعات بدور مصر الإقليمي، وإصلاحاتها الاقتصادية، وانخراطها الفعّال في المبادرات الدولية، معتبرين انضمامها إلى المجموعة إضافة نوعية للتكتل.
كما جرت على هامش الاجتماعات لقاءات ثنائية بين رئيس الوزراء المصري ونظرائه من الدول الأعضاء، تم خلالها بحث تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والدواء والتعليم العالي، إضافة إلى التبادل التجاري.
رسالة ثقة للمستثمرين
بعثت المشاركة رفيعة المستوى في اجتماعات “البريكس” برسالة طمأنة قوية للمستثمرين الدوليين والمحليين، بأن الاقتصاد المصري منفتح على العالم، ويعزز شراكاته مع التكتلات الاقتصادية الكبرى، في ظل رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وتؤكد مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي في اجتماعات “البريكس” أن مصر باتت شريكًا رئيسيًا في المعادلات الاقتصادية الدولية الجديدة، وأن القيادة المصرية تعمل على تنويع تحالفاتها الاقتصادية لصالح تحقيق الاستقرار والنمو.
وبينما يعيد العالم رسم خرائطه المالية والتجارية، تقف مصر بثقة في قلب هذا المشهد، ساعية إلى تحقيق مصالحها عبر التعاون لا التبعية، وعبر بناء الجسور لا الجدران.