
في خطوة تعكس عمق الشراكة الإستراتيجية بين القاهرة والرياض، جاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، مع الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، ليجدد التأكيد على أن التنسيق بين أكبر دولتين عربيتين بات ركيزة أساسية في إدارة ملفات الإقليم وحماية استقراره.

الاتصال — الذي يأتي في لحظة إقليمية شديدة التعقيد — حمل رسائل متعددة؛ أولها استمرار الزخم في العلاقات الثنائية، وثانيها وحدة الرؤية تجاه الأزمات الإقليمية، ولا سيما ما يتعلق بقطاع غزة والسودان.
“علاقات ثنائية تُرسَّخ وتتمدّد”
توقف الوزيران مطولًا عند مسار العلاقات بين البلدين، مؤكدين ما وصلت إليه من قوة وتماسك على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية. ويبدو أن هذا التوافق لا يقف عند حدود دعم العلاقات، بل يمتد إلى توسيع الشراكة وتعزيز آليات التعاون، في ظل إدراك القاهرة والرياض لخطورة التحديات التي تواجه المنطقة والحاجة إلى موقف عربي منسق وقادر على حماية المصالح المشتركة.
“غزة… تنسيق ثابت ودعم لاتفاق شرم الشيخ”
ملف غزة كان حاضرًا بقوة في الاتصال، حيث شدد الجانبان على أهمية تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام والبناء عليه، باعتباره الإطار الواقعي القادر على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وتخفيف معاناة سكان القطاع. كما استعرض الوزير عبد العاطي الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وهو مؤتمر تعول عليه القاهرة لدفع جهود الإغاثة وإعادة البناء إلى مسار أكثر استدامة.
“السودان… موقف موحد ودعوة لوقف النزاع”
وفي ما يتعلق بالسودان، جدد الجانبان التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار وتهيئة المناخ لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان وسيادته وتضع حدًا للمعاناة الإنسانية المتفاقمة.
كما أعرب الوزير عبد العاطي عن إدانة مصر للفظائع والانتهاكات المروعة التي تشهدها مدينة الفاشر، داعيًا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الشعب السوداني ومساندة مؤسساته الوطنية.








