اقتصاددين وحياةسياحة وسفرسياسةعاجل

“الدكتور حسين المصري رئيس مجلس إدارة جريدة وموقع 24 ساعة توداي يكتب “المولد النبوي الشريف.. ذكرى ميلاد الرحمة المهداة ورسالة السلام الخالدة”

يوافق الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام ذكرى المولد النبوي الشريف، مولد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال الله تعالى في شأنه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].

جاء ميلاده حدثاً عظيماً غيّر مسار التاريخ، وأنقذ البشرية من ظلام الجاهلية إلى نور الهداية.

“أجواء روحانية في العالم الإسلامي”

تشهد المساجد والمراكز الإسلامية في شتى بقاع الأرض حلقات ذكر وتلاوة للقرآن الكريم، كما يحرص الخطباء والعلماء على استعراض سيرته العطرة ومعجزاته، مؤكدين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ليبقى الاحتفال مناسبة لتجديد العهد بالقيم التي دعا إليها.

“مصر وخصوصية الاحتفال”

في مصر، يأخذ المولد النبوي طابعاً مميزاً يجمع بين الروحانية والبهجة الاجتماعية.

فتنتشر حلوى المولد بأشكالها التقليدية من الحمصية والسمسمية والملبن، في عادة توارثها المصريون جيلاً بعد جيل منذ العصر الفاطمي. وتحرص وزارة الأوقاف على تنظيم احتفالية رسمية بحضور كبار رجال الدولة والعلماء، حيث يتلى القرآن الكريم وتلقى كلمات تؤكد أن حب النبي صلى الله عليه وسلم يتجلى في اتباع سنته والاقتداء بأخلاقه.

بين الماضي والحاضر”

منذ قرون، ارتبط المولد النبوي بالاحتفالات الشعبية في مصر والدول الإسلامية، حيث كان الناس يخرجون في مواكب للإنشاد وتوزيع الطعام، ولا يزال هذا الإرث الثقافي مستمراً حتى اليوم.

وقد تحول المولد إلى موسم للتعبير عن المحبة لرسول الله، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين».

“قيم إنسانية خالدة”

يؤكد العلماء أن الاحتفال الحقيقي بالمولد يتجاوز المظاهر الشكلية إلى الالتزام برسالة النبي التي تحمل في جوهرها الرحمة والعدل والمساواة.

فقد وصفه ربه قائلاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]. وهو الخلق الذي دعا البشرية إلى التراحم والتسامح ونبذ العنف، وهي القيم التي تزداد الحاجة إليها في عالم يموج بالصراعات.

“بعد اقتصادي واجتماعي”

تنعكس المناسبة على المجتمع أيضاً بجوانب اقتصادية واجتماعية، حيث تشهد الأسواق حركة نشطة مع زيادة الإقبال على شراء حلوى المولد، مما يدعم الصناعات المحلية المرتبطة بها.

كما تسهم الأجواء الاحتفالية في تعزيز روح التكافل بين الأسر، حيث يتبادل الناس الزيارات والهدايا في مشهد يعكس قول النبي صلى الله عليه وسلم: «تَهَادُوا تَحَابُّوا».

“رسالة متجددة للأمة”

إن المولد النبوي الشريف ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو رسالة متجددة تحمل للأمة معاني النور والهداية، وتذكرها بمسؤوليتها في إحياء القيم المحمدية في واقعها المعاصر.

لقد كان ميلاده صلى الله عليه وسلم فاتحة عهد جديد للبشرية، وسيظل نوره ممتداً إلى يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ۝ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾ [الأحزاب: 45-46].

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى