“الدكتور حسين المصري رئيس مجلس إدارة جريدة وموقع24 ساعة توداي يكتب” العلاقات المصرية – الإماراتية.. شراكة إستراتيجية ونموذج في التضامن العربي
تواصل العلاقات المصرية – الإماراتية مسيرتها كإحدى أقوى الشراكات العربية وأكثرها رسوخًا، بعدما نجح البلدان على مدار العقود الماضية في بناء نموذج متفرد يقوم على الأخوة والثقة المتبادلة والتنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
“إرث تاريخي متين”
تعود جذور هذه العلاقات إلى البدايات الأولى لتأسيس دولة الإمارات عام 1971، حين أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أسس علاقة خاصة مع مصر، قوامها الدعم والمساندة، ومنذ ذلك الحين، ظل البلدان يتبادلان المواقف الداعمة في أوقات الأزمات والتحولات التاريخية الكبرى، ما عزز من متانة الروابط ووضعها في مكانة استثنائية على الساحة العربية.
“تنسيق سياسي ورؤية مشتركة”
على الصعيد السياسي، يشهد التعاون بين القاهرة وأبوظبي تنسيقًا دائمًا في الملفات الإقليمية والدولية، حيث تتبنى الدولتان مواقف متقاربة تجاه القضايا العربية الجوهرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلاً عن جهودهما المشتركة في مواجهة الإرهاب والتطرف، والعمل على حماية الأمن القومي العربي والخليجي.
“استثمارات إماراتية ودعم للاقتصاد المصري”
اقتصاديًا، تُعد الإمارات الشريك العربي الأول لمصر والمستثمر الأكبر في السوق المصرية. وتتنوع الاستثمارات الإماراتية لتشمل قطاعات الطاقة والعقارات والزراعة والاتصالات والسياحة، بما يسهم في خلق فرص عمل ودعم خطط التنمية. في المقابل، تعمل مصر على تهيئة بيئة استثمارية مرنة عبر تحديث التشريعات وتقديم حوافز جاذبة، الأمر الذي يعزز حضور الشركات الإماراتية في السوق المصرية.
“روابط إنسانية وثقافية”
بعيدًا عن السياسة والاقتصاد، تحتضن الإمارات جالية مصرية كبيرة تشكل جسرًا بشريًا وثقافيًا بين الشعبين، فيما يرى المصريون الإمارات بلدًا ثانيًا لهم. كما يمتد التعاون إلى مجالات الإعلام والثقافة والتعليم، بما يعكس قوة العلاقات الشعبية التي تعزز العلاقات الرسمية.
“آفاق مستقبلية”
ومع استمرار التحديات التي تواجه المنطقة، تظل العلاقات المصرية – الإماراتية ركيزة أساسية لحماية الاستقرار وتعزيز العمل العربي المشترك. ويرى مراقبون أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من النمو في حجم الاستثمارات والتبادل التجاري، بجانب استمرار التنسيق السياسي، لتظل هذه الشراكة نموذجًا يحتذى به في التضامن العربي والتكامل الإستراتيجي.
