اقتصادسياحة وسفرسياسةعاجل

“الدكتور حسين المصري رئيس مجلس إدارة جريدة وموقع 24 ساعة توداي يكتب “القاهرة والخرطوم… تنسيق مصيري لمواجهة العاصفة السودانية”

في ظل التحولات العميقة التي يشهدها الإقليم، والأزمة الممتدة على الأراضي السودانية، جاء لقاء وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي بنظيره السوداني السفير محيي الدين سالم ليجسد عمق الارتباط بين القاهرة والخرطوم، ويؤكد أن العلاقة بين البلدين تتجاوز حدود الدبلوماسية إلى مستوى المصير الواحد.

منذ اندلاع الصراع في السودان، حافظت مصر على موقف ثابت ومتوازن، ينطلق من دعم الشعب السوداني الشقيق ووحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية، مع رفض أي محاولات لتفتيت الدولة أو المساس بسيادتها. وخلال اللقاء الذي جمع الوزيرين في القاهرة، شدد عبد العاطي على أن أمن السودان واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن مصر والمنطقة بأسرها، وهي رسالة تؤكد وضوح الرؤية المصرية تجاه ما يجري على الساحة السودانية.

لم يكن اللقاء مجرد مناسبة بروتوكولية، بل جلسة تنسيق إستراتيجية تناولت أبعاد الأزمة السودانية بكل تشعباتها، خاصة الأوضاع الإنسانية المأساوية في مدينة الفاشر وما تعانيه من تصاعد في وتيرة العنف. وأكد وزير الخارجية المصري أن مصر  منخرطة بفاعلية في المسارات الساعية لوقف إطلاق النار وإقرار هدنة إنسانية شاملة تسمح بوصول المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى صوت عاقل قادر على دفع الأطراف نحو الحل.

القاهرة، التي تعرف تماماً حجم التحديات في السودان، لم تغفل البعد التنموي والتكامل الاقتصادي، إذ ناقش الوزيران سبل توسيع التعاون في مجالات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، وهي مجالات تمثل جوهر الرؤية المصرية في دعم السودان عبر التنمية لا عبر الخطاب السياسي فقط. فالاستقرار الحقيقي، كما تدركه مصر، لا يُبنى إلا على أساس اقتصادي وتنموي متين.

أما في ملف الأمن المائي، فقد أكد الجانبان وحدة الموقف المشترك كدولتي مصب لنهر النيل، مع التشديد على رفض الإجراءات الأحادية التي تهدد حقوقهما المائية ومصالح شعبيهما.

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى