في خضم تصاعد التوترات داخل قطاع غزة، أطلقت مصر تحذيرات قوية من التداعيات الخطيرة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، مؤكدة أن مضي الحكومة الإسرائيلية في خططها للسيطرة على مدن القطاع يمثل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ومحاولة جديدة لتكريس احتلال غير شرعي للأراضي الفلسطينية”.
وقالت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، في بيان رسمي لها ، إن القاهرة تتابع بقلق بالغ الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف توسيع رقعة العمليات العسكرية، معتبرة أن هذه السياسات التصعيدية تكشف عن “تمادٍ خطير في الجرائم الممنهجة ضد المدنيين الأبرياء”، فضلاً عن تجاهل إسرائيل المتكرر لجهود الوسطاء الرامية لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
“استهجان وتحذيرات”
وشدد البيان على أن استمرار الاحتلال في التوسع بالضفة الغربية وغزة، ومواصلة التخطيط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، لا يؤدي إلا إلى “تأجيج الوضع المتأزم” وتعقيد فرص الحل السياسي. كما اعتبرت مصر أن اعتماد إسرائيل على “نهج غطرسة القوة” إنما يعكس تراجع منظومة العدالة الدولية، وهو “خطأ جسيم في الحسابات سيؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة”، مع عواقب وخيمة تمتد لسنوات طويلة.
“دعوة عاجلة للمجتمع الدولي”
وطالبت مصر المجتمع الدولي، ومجلس الأمن على وجه الخصوص، بالتحرك الفوري لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين، مؤكدة أن صمت المجتمع الدولي يشجع إسرائيل على الاستمرار في انتهاكاتها غير المسبوقة للقوانين والأعراف الدولية، ويزيد من حالة عدم الاستقرار التي يعيشها الشرق الأوسط.
“موقف ثابت”
ويأتي هذا الموقف امتداداً لنهج مصر الثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض سياسات التهجير القسري، مع التأكيد على أن الحل العادل والشامل لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
